تعتبر فوانيس رمضان من الذكريات التي يحتفظ بها الكبار من أيام طفولتهم، وواجب علينا إعطاء
هذه التجربة لأطفالنا في أحسن صورها، وفوانيس رمضان تعطي الفرصة لنا لإكساب أطفالنا
معلومات تاريخية مثل أنها بدأت مع دخول الفاطميين إلى مصر، وكان ذلك في شهر رمضان، وقد
خرج أهالي مصر لاستقبالهم؛ حاملين مصابيحهم للترحيب بآل الرسول الكريم (صلى الله عليه
وسلم)، وسادت عادة مقترنة بشهر رمضان وذكرى جميلة يبتهج فيها الكبار والصغار على حد سواء
برؤية المصابيح.
وفوانيس رمضان تعلم الأطفال سلوكيات جميلة، واللعب في مجموعات تدربهم وتعلمهم وتزرع
فيهم أنهم جزء من مجموع ينتمون إليه، وأنه لا بد من تعاونهم جميعًا على قدم المساواة حتى
تظهر المصابيح بالشكل الجميل، ولا بد من التعاون في الإنشاد، وهذا سلوك هام للأطفال، خاصة
في السنوات الأولى من العمر؛ حيث يتنازل الطفل عن حقه في أن يكون المدلل الوحيد، ويتعلم
الأخذ والعطاء والتعاون مع المجموع.
ويجب مراعاة عدم المبالغة في فخامة الفانوس عند شرائه؛ حتى لا يتعود
الطفل أن يكون متفوقًا على أقرانه، ويجب حسن استغلال موضوع الفانوس في تدعيم العلاقة
وإضفاء جو من البهجة بين أفراد الأسرة عند اختيار الفانوس ومناقشة ألوانه ومكان شرائه وطريقة
المحافظة عليه.
فوانيس الشمع
إن للفوانيس التي تُضاء بالشمعة أضرارًا يجب التنبيه إليها، ومن الأفضل شراء الكهربائية منها. أهم
هذه الأضرار أن النار في الشمع من الجائز جدًّا أن تلسع الطفل، أو -لا قدر الله- تصل النار إلى ما قد
يؤدي إلى حريق صغير أو كبير، بالإضافة إلى احتمال كسر الزجاج وإصابة الطفل بالجروح، وكذلك فإن
الرصاص المستخدم في لحام قطع الفانوس قد يعلق باليد ويصل للفم؛ فيتسبب في زيادة نسبة
الرصاص في الدم، وهذا له أضرار كثيرة.
ومن المعروف أن الغازات المنبعثة من الشمعة تؤذي الأغشية المخاطية في العين والأنف والزور
والقصبة الهوائية؛ وهو ما يسبب التهابات ونزلات برد شعبية وأمراض الحساسية، وكذلك فإن الدفء
المنبعث من عدد من الفوانيس، ثم التعرض بعد ذلك للهواء الخارجي البارد، كل ذلك يساعد على
الإصابة بكثير من الأمراض الصدرية عند الكبار والصغار، خاصة عندما تكون التهوية غير جيدة وليست
تدريجية.
والحقيقة أن الفوانيس الحديثة المصنوعة من البلاستيك بدلاً من الصفيح والرصاص والزجاج، والتي
تضاء باللمبة بواسطة البطارية - تعتبر آمنة، ولو كانت لا تعطينا -نحن الكبار- الإحساس النفسي
مثل الفانوس الأصلي (فانوس أيام زمان)، فإنها للأطفال آمنة تمامًا، وكفيلة بإدخال السعادة
والسرور عليهم بألوانها البديعة.
الدكتور فاروق وصفي استشاري طب الأطفال في الأكاديمية الطبية العسكرية
أما عن الشمع في الفانوس الملون، فيقول الدكتور سيف الإسلام المصري- استشاري طب
الأطفال:
"إن هناك دراسات لبعض الخبراء الألمان أكدت أن زيوت المصابيح الملونة التي تحتوي على مادة
البرافين (الشمع)، هي أخطر المواد الكيماوية المستخدمة في المنازل على صحة الأطفال، وقد
سجل المعهد الألماني للصحة وحماية المستهلك منذ الأول من مارس الماضي (23) حالة تسمم
لأطفال شربوا كميات من زيوت الإنارة هذه، كما أكد المسؤولون بالمعهد أن ثلاثة أطفال لقوا
حتفهم خلال العقد الأخير بعد شربهم زيوت المصابيح الملونة".
ويضيف د. سيف الإسلام المصري أن الخبراء الألمان يعيدون حاليًا النظر في قوانين الألمان المتعلقة
بزيوت الإنارة؛ نظرًا لعدم كفاية القوانين الحالية التي تطالب بتعبئة هذه الزيوت في عبوات آمنة
بالنسبة للأطفال، وبوضع تحذيرات خاصة عليها، وبتصميم المصابيح بما يراعي معايير الأمان
للأطفال.