حرائر تعني الرملة النقية الصافية التي لم تخالطها شائبة، والفرس الاصيلة التي تسبق الخيول.
أبوظبي – رفضت النساء العازبات في الاردن تسمية 'العوانس' السائدة في الثقافة الاجتماعية، في محاولة لتغيير نظرة المجتمع اليهن.
وقالت زكية البوريني رئيسة جمعية 'حرائر الاردن' لصحيفة 'ذي ناشونال' التي تصدر في أبوظبي باللغة الانكليزية 'ان النساء غير المتزوجات يرفض كلمة عوانس مثلما لايطلبن الشفقة من أحد'.
وتأسست جمعية 'حرائر الاردن' وهي الاولى من نوعها وتهدف الى معالجة الاثار الناجمة عن تنامي الخوف من ظاهرة العنوسة في الأردن.
وحصلت الجمعية على ترخيصها كجمعية خيرية مختصة بالنساء العازبات وباشرت عملها.
وقالت البوريني 'أن فئة العازبات في مجتمعنا فئة مهمشة، على صعيد النظرة المجتمعية أو اهتمام الجمعيات والمؤسسات بها، وتسحب الضمانات لهذه الفئة من المجتمع حال تقاعدها وغياب السند الاسري المتمثل بوالديها بسبب الموت، وهذه الفئة في مجتمعنا لا تلقى أي نوع من الدعم رغم أن نسبة من العازبات قمن بتقديم العون المادي لأسرهن إلا أن المجتمع لا زال ينظر لها على أنه لا قيمة لها ما لم تتزوج'.
وحول أسم الجمعية الحرائر قالت البوريني 'الحريرة: هي الرملة النقية الصافية التي لم تخالطها شائبة، والفرس الاصيلة التي تسبق الخيول، والغيمة كثيرة المطر غزيرة العطاء' مبينة أن في الاسم دعوة ضمنية لتغيير نظرة المجتمع للعزباء.
وكشفت دراسة اجتماعية أعدتها وزارة التنمية الاجتماعية عن ارتفاع معدلات العنوسة والعزوبة في الأردن مشيرة الى ارتفاع عتبة سن الزواج وانخفاض عقود الزواج من عشرة لكل ألف مواطن عام 1997 الى 8 لكل ألف عام 2006.
وبينت الدراسة انه وبنفس المقياس ارتفعت نسبة العزاب من 38 في المائة من الذكور عام 1997 إلى 49 في المائة في العام 2008، فيما ارتفع معدل النساء خارج مؤسسة الزواج من 25 في المائة إلى في المائة 40 خلال الفترة نفسها.
وأكدت الدراسة أن عدد اللواتي تزيد أعمارهن عن ثلاثين عاما من غير المتزوجات في الأردن وصل الى 87 ألف فتاة، وكان عدد من الجمعيات الخيرية قد أطلق خلال السنوات الماضية حملات إنسانية واجتماعية للحد من ارتفاع نسب العنوسة والعزوف عن الزواج بين الشباب وتساند هذه الجمعيات مؤسسات أهلية بتمويل حفلات الزواج الجماعي.
وقالت المحامية فاتن دباس '36 عاما' لصحيفة 'ذي ناشونال' المشكلة لاتكمن في طبيعة حياتي لأنني عزباء، بل في نظرة المجتمع وتكرار السؤال حول عدم زواجي، وكأن ثمة شيء خاطيء في ذلك!'
ويعزى انتشار ظاهرة العنوسة في الأردن الى الأسباب الاقتصادية، وما يترتب عليها من انتشار البطالة بين الشباب وعدم توفر فرص العمل أمام الكثيرين، وانخفاض وتدني مستوى الأجور والرواتب مقارنة مع متطلبات الحياة الأساسية من مأكل وملبس ومسكن، وعلاقات اجتماعية، ما يجعل الشاب غير قادر على التوفير والادخار والتهيئة للزواج.
ويحتاج الشاب في الأردن إلى ما لا يقل عن 10 سنوات ليتمكن من ادخار مبلغ يمكنه من خلاله الإقدام على الزواج، على فرض أنه يستطيع أن يدخر سنوياً مبلغ 700– 1000 دينارا، وهو أمر ثبت بالاستقراء صعوبته، بل استحالته عند الكثير من الشباب نظراً لتدني الرواتب.
__________________